بلدية ونوغة بالمسيلة خارج مجال التنمية

يعيش سكان بلدية ونوغة، الواقعة شمال ولاية
المسيلة، على بعد 70 كلم، وضعية كارثية تفتقر لأدنى شروط الحياة كما استاء
العديد من السكان من الحياة الفقيرة التي يعيشونها بسبب إهمال البلدية
لانشغالاتهم، حسبما أكدوه لـ”الوسط”، نظرا للإقصاء والتهميش الذي تتعرض له
المناطق الريفـية على عدة مستويات، جعلتهم يناشدون السلطات الولائية علهم
يجدون ضالتهم المفقودة، التي تتعلق بعدة مطالب هم بحاجة إليها بحكم الموقع
الريفـي لبلدية ونوغة وتضاريسها الصعبة التي جعلتها تدخل قائمة البلديات
الفقيرة. ولم تشفع لا الثروات الباطنية التي تتمتع بها بعض المناطق ولا
البرامج التنموية التي تحضر جيدا على الورق فقط…؟ ، من أجل تخفـيف وطأة
الحمل الذي يثقل كاهل المواطن بهذه البلدية، والذي يصارع الفقر أشد مصارعة،
يحدث هذا لأن سياسة التنمية بهذه البلدية تحولت منذ سنوات إلى سياسة إنفاق
بغير هدف أو ما يسمى بسياسة التخلف، حيث أصبح المواطن بهذه البلدية فـي
عداد الجياع، ليس لأنه لا يملك المال، ولكنه ظل يعيش فـي إطار سلطة محلية
بعثرت موارده وحرمته من تنمية اقتصادية حقيقية، فلطالما عانى سكان بلدية
ونوغة من العزلة والتهميش بالرغم من أنها قدمت الكثير من الشهداء

وأنجبت أبطالا ولا ينتظرون من الجهات المعنية
سوى تقديم يد المساعدة لهذه البلدية العتيدة، صرح لنا بعض شباب المنطقة،
خاصة الجامعيين منهم الذين يعيشون معاناة يومية نتيجة أزمة البطالة الخانقة
التي تقدر بحوالي 70 % التي نخرت أجسادهم ولا مفر منها بسبب نقص المشاريع
التنموية منذ عدة سنوات وعدم توفرها على مصانع، شركات، مؤسسات اقتصادية،
منطقة صناعية، ففرص العمل قليلة جدا، والجدير بالذكر أن البلدية لم تشهد أي
مشروع تنموي صناعي منذ الاستقلال إلى غاية يومنا هذا !، وما زاد الطين
بلة، حسب تعبير سكان بلدية ونوغة لـ”الوسط”، هو نقص المرافق الشبانية
والرياضية والترفـيهية، حيث هذا النقص أضحى يؤثر عليهم ويجعل حياتهم سلبية،
فلا مكان لشباب المنطقة سوى الأرصفة يستظلون تحت أشجارها ويقضون معظم
وقتهم يراقبون المارة

.

وينتظرون جديد الأيام المقبلة، علما أن هذا
الجديد قد لا يزيد عن الفوز بمنصب عمل فـي إطار تشغيل الشباب أو الشبكة
الاجتماعية. وبخصوص السكن الاجتماعي والسكن الريفـي فالبلدية تعاني أزمة
سكن خانقة بالرغم من توزيعها حصص سابقة إلا أنها تبقى غير كافـية، إذ تنعدم
فـي السكنات التي يقطنونها الحياة الكريمة فلا شوارع واضحة ولا قنوات لصرف
المياه، كل شيئ فوضى فـي فوضى، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى تستمر
عملية البناء الفوضوي؟ لآن هذا التوسع الفوضوى ستكون عواقبه وخيمة مستقبلا
إذا لم يتم يتدارك الأمر، ويبقى السكن هو الهاجس الأكبر لسكان المنطقة.
أما الحديث عن الطرق فحدث وحرج فبلدية ونوغة أصبحت مهجورة ومعزولة كليا،
فـي ظل غياب الطرقات المعبدة التي تربط بين البلدية ومداشرها، حيث تشهد
حركة ضعيفة ومتوسطة وذلك بسبب حالات التدهور وكثرة الحفر فـيها التي أصبحت
تشكل أوحالا عند تساقط الأمطار، مما يصعب على السكان السير فـي الطريق جراء
هذه الوضعية، وتبقى وضعية الطرقات فـي حالة متدهورة، من جهة طالب سكان
بلدية ونوغة من والي ولاية المسيلة فتح تحقيق فـي نوعية الأشغال المنجزة
مؤخرا ومنها الطريق البلدي الجديد الرابط بين عدة مداشر مجاورة والذي انتهت
به الأشغال منذ مدة، وأكد المواطنون لـ”الوسط” فـي هذا الصدد بأن هذا
الطريق لم ينجز وفق المعايير المعمول بها أصلا، حيث بدأت تظهر به الحفر
والتصدعات وبدأ يتآكل من الأطراف بعد الغش الذي تعمد المقاول المكلف بإعادة
تهيئة هذا الشطر من الطريق، كما طالبوا من والي الولاية الوقوف شخصيا أو
إيفاد لجنة تحقيق لمعاينة هذا الطريق. أما الحديث عن التغطية الصحية
بالبلدية على العموم فهي مريضة وتحتاج إلى علاج، فالخدمات التي توفرها
العيادة المتعددة الخدمات أصبحت تقتصر على الإسعافات الأولية كوضع الحقن
والعلاجات البسيطة، مما جعل المواطنون ينتقلون إلى المراكز الصحية الموجودة
بالبلديات المجاورة لهم على مسافة 20 كلم و10 كلم خاصة ببلدية سيدي عيسى
وحمام الضلعة أو عاصمة الولاية على مسافة 70 كلم، وهي فاتورة إضافـية هم
فـي غنى عنها، وتزداد المخاطر عند النساء الحوامل، خاصة أوقات الليل فـي ظل
نقص وسائل النقل ووجود سيارة إسعاف واحدة.

» شطب أكثر من 160 مستفـيدا من استصلاح الأراضي بالمسيلة
» تفقد وإطلاق العديد من مشاريع التنمية فـي برنامج زيارة الوزير الأول إلى قسنطينة
» نتائــج الجــولة (16 ) : الإيـــاب // جولة الفـــــــوز خارج القواعـــد
» رسميا .. فيا و أدريانو خارج قائمة البرسا امام ميلان